لقد أنعم الله علينا بالكثير من العلماء والأئمة والمحدثين الذين ملؤوا حياة المسلمين بالعلم والمعرفة وكانوا هم شعلة النور الذي تنير حياتهم بالعلم والأدب، كما جاء علي مر التاريخ الإسلامي أيضاً المحدثين وهم الذين نقلوا الحديث النبوي الشريف وتبينوا فيه وفي صحته فكان لهم الفضل في خلود الحديث النبوي الشريف وبقاؤه منطوقاً به الي يومنا هذا، ويعتبر أبو طاهر الثقفي واحداً من أبرز هؤلاء المحدثين الذين جاؤوا لينقلوا الحديث النبوي الشريف والعلوم الدينية الأخرى، وخلال هذه المقالة سنتناول شخصيته بشئ من التفصيل.
أبو طاهر الثقفي
هو الشيخ الإمام العالم الثقة مسند أصبهان المحدث أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود الثقفي، الأصبهاني، المؤدب كان جداً ليحيى بن محمود الثقفي المتأخر، كان واحداً من ثقات المحدثين علي مر التاريخ الإسلامي، اذ نقل وروي الكثير من صحيح الحديث النبوي الشريف كما كان واحداً من علماء الدين والعقيدة فذاع سيطه في زمانه وخلد إسمه يتكرر في رواية الحديث النبوي الشريف وعلم الرجال، فكان مماً تركوا علماً نافعاً وأدباً جليلاً.
مولده ونشأته
ولد بأصبهان سنة ستين وثلاثمائة ونشأ فيها نشأة دينية خالصة فكانت أصبهان واحدة من البلاد التي أنارت بعلماء الإسلام، إذ كان فيها العديد من العلماء في كافة علوم الدين كالفقه والتفسير وكان فيها من رواة الحديث عدداً لا محدوداً.
فكانت نشأة أبو طاهر الثقفي فيها نشأة دينية سليمة، إذ سمع من فقهائها في كافة علوم الدين بداية من حفظه للقرآن الكريم منذ صغره وتدبره لمعانيه وإدراكه لعلوم تفسير القرآن الكريم، أما الحديث النبوي الشريف فكان قمة علمه.
حيث حفظ أبو طاهر الثقفي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ونقلها عن كثير من المحدثين فكان من أسباب خلودها وبقائها، فكانت نشأة أبو طاهر الثقفي بأصبهان تعبر عن شخصية دينية سامية تأخذ بيد الحديث النبوي الشريف وتكون من أسباب خلوده.
علم أبو طاهر الثقفي
تعلم أبو طاهر الثقفي الحديث فأخذ عن كثير من المحدثين الذين عاصروه وكان من أكثر الناس حفظاً وثقةً في رواية الحديث النبوي الشريف، كما كان أبو طاهر الثقفي ملماً لالعلوم الدينية الأخرى كالفقه والتفسير وأبدع في تعلمهما.
إنجازاته في الإسلام
تتلخص إنجازاته في روايته للعديد من الأحاديث النبوية الشريفة كما كانت من إنجازاته أيضاً أنه علم الكثير من تلاميذه العلم فكون جيلاً من المحدثين الذين خدموا الإسلام بنقل الحديث النبوي الشريف، فبفضلهم هو منطوق إلي يومنا هذا ومأخوذ به.
أقوال العلماء فيه
قال عنه يحيى بن منده : لقد سمع أبو طاهر كتاب ” العظمة ” من بن حيان، وكان دوماً يقول : لقد سمعت من أبي الشيخ، فلم يظهر سماعه إلا بعدما مات وقال فيه أيضاً: لقد كان أبو طاهر شيخ من الصالحين الثقات، وكان واسع الرواية، حسن الخط، متعصب لأهل السنة.
بعض شيوخه
لقد أخذ العلم عن كثير من مشايخه الذين تأثر بهم، فلقد كان واحداً ممن يحبون سماع الحديث وتدبره فكتب عن كثير من شيوخه وحفظ الكثير أيضاً عنهم، فكان أبو طاهر الثقفي يلازمهم حتي يأخذ عنهم العلم وكان يبحر في طلب العلم إبحاراً، ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين أثروا في شخصيته:
- أبي الشيخ وحدث عن أبي بكر بن المقرئ
- أبي أحمد بن جميل
- أبي مسلم عبد الرحمن بن شهدل
- أحمد بن علي الخلقاني
- الحافظ أبي عبد الله بن منده
قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)
بعض تلاميذه
تعلم الكثير أيضاً علي يده، إذ أخذوا عنه علماً وافراً من حديث وفقه وتفسير وكانوا يحضرون له الخطب، كما تأثروا أيضاً بشخصيته تأثراً شديداً لما فيه من الحكمة والعلم، ومن أبرز هؤلاء الذين تأثروا به:
- يحيى بن منده
- سعيد بن أبي الرجاء
- محمد بن محمد القطان
- سهل بن ناصر الكاتب
- الحسين بن عبد الملك الخلال
- حمد بن الفضل الخواص الحافظ
قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)
وفاة أبو طاهر الثقفي
انتقل طيب الله ثراه إلي الرفيق الأعلى ربيع الأول سنة خمس وخمسين وأربعمائة وترك علماً ينتفع به إلي يومنا هذا مما رواه من حديث نبوي شريف، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة
المصادر:
سير أعلام النبلاء للذهبي
